فصل: التفسير المأُثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



العلم أن تعرفَ قضية، هذه القضية صِدْق أي: مطابقة للواقع وتستطيع أن تُدلِّل عليها، فإذا اختلّ واحد منها لم تكُنْ علمًا.، وهؤلاء حينما جعلوا للأصنام نصيبًا، فقد أَتَوْا بأشياء لا وجودَ لها في الواقع ولا في العلم، وليست حقائق.، وهل للأصنام وجود؟ وهل عليها دليل؟
قال تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤكُم مَّا أَنزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ} [النجم: 23].
هذه الأصنام ليست لها وجود في الحقيقة، وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه: {وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَمِنَ الحرث والأنعام نَصِيبًا فَقَالُواْ هذا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وهذا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إلى الله وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إلى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [الأنعام: 136].
حتى لمَّا جعلوا للأصنام نصيبًا جعلوه مما رزقهم الله، أَلاَ جعلتم نصيب الأصنام مما تعطيكم الأصنام؟ ونصيب الله مما رزقكم الله؟ فهذا اعتراف منكم بعجز أصنامكم، وأنكم أخذتم رزق الله وجعلتموه لأصنامكم.
وهذا دليل على أن الأصنام لا تعطيكم شيئًا، وشهادة منكم عليهم.، وهل درت الأصنام بهذا؟
إذن: {لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ} [النحل: 56].
أي: للأصنام؛ لأنها لا وجودَ لها في الحقيقة، وهم يأخذون ما رزقناهم، ويجعلونه لأصنامهم.
ثم يقول الحق تبارك وتعالى: {تالله لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} [النحل: 56].
التاء هنا في {تالله} للقسم أي: والله لَتُسْألُنَّ عما افتريتم من أمر الأصنام، والافتراء: هو الكذب المتعمد.
{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)}.
ساعة أنْ تسمع كلمة {سُبْحَانَهُ} فاعلم أنها تنزيهٌ لله تعالى عَمّا لا يليق، فهي هنا تنزيهٌ لله سبحانه وتعالى عما سبق من نسبة البنات له.. تعالى الله عن ذلك عُلوًا كبيرًا.. أي: تنزيهًا لله عن أن يكونَ له بنات.
فهل يمكن أن يكون له أولاد ذكور؟
إنهم جعلوا لله البنات، وجعلوا لأنفسهم الذكور، وهذه قسمة قال عنها القرآن الكريم: {أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضيزى} [النجم: 21-22].
أي: جائرة.
لم تجعلوها عادلة، يعني لي ولد ولكم ولد، ولي بنت ولكم بنت، إنما تجعلون لله مَا تكرهون وهي البنات لله، وتجعلون لكم ما تحبون.. لذلك كان في جَعْلهم لله البنات عيبان:
الأول: أنهم نَسبُوا لله الولد ولو كان ذكرًا فهو افتراء باطل يتنزه الله عنه.
الثاني: أنهم اختاروا أخسَّ الأنواع في نظرهم.، ولا يستطيع أحد أن يقول: إن البنات أخسُّ الأنواع.. لماذا؟
لأن بالبنات يكون بقاء النوع؛ ولذلك قال العباس: لو سمع الله ما قال الناس في الناس لما كان الناس.. أي: لو استجاب الله لرغبة الناس في أنهم لا يريدون البنات فاستجاب ولم يُعْطهم.. ماذا سيحدث؟ سينقطع النسل، فهذا مطْلَب غبيّ، فالبنت هي التي تَلِد الولد، وبها بقاء النوع واستمرار النسل.
وقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ} [النحل: 57].
أي: تنزيهًا له أن يكون له ولد، وتنزيهًا له سبحانه أن يكون له أخسَّ النوعين في نظرهم وعرفهم، وقد قال عنهم القرآن في الآية التالية: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يتوارى مِنَ القوم مِن سواء مَا بُشِّرَ بِهِ} [النحل: 58-59].
ولذلك فالحق تبارك وتعالى حينما يُحدِّثنا عن الإنجاب يقول: {لِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَن يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذكور أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا} [الشورى: 49-50].
أول ما بدأ الحق سبحانه بدأ بالإناث.. ثم أعطانا هذه الصورة من الخَلْق: إناث، ذكور، ذكور وإناث، عقيم.. إذن: هِبَات الله تعالى لها أربعة أنواع، ومن هنا كان العُقْم أيضًا هبةً من الله لحكمة أرادها سبحانه.. لكن الناس لا تأخذ العُقْم على أنه هِبَة.. لكن تأخذه على أنه نِقْمة وغضب.
لماذا؟ لماذا تأخذه على أنه نِقْمة وبلاء؟ فربما وهبك الولد، وجاء عاقًّا، كالولد الذي جاء فتنة لأبويْه، يدعوهما إلى الكفر.
ولو أن صاحب العقم رضي بما قسمه الله له من هبة العقم واعتبره هبة ورضي به لرأى كل ولد في المجتمع ولده من غير تعب في حَمْله وولادته وتربيته. فيرى جميع الأولاد من حوله أولاده ويعطف الله قلوبهم إليه كأنه والدهم.، وكأن الحق تبارك وتعالى يقول له: ما دُمْتَ رضيتَ بهبة الله لك في العقم لأجعلنَّ كل ولدٍ ولدًا لك.
ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله: {وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ} [النحل: 57].
أي: من الذّكْران؛ لأن الولد عِزْوة لأبيه ينفعه في الحرب والقتال وينفعه في المكاثرة.. إلخ إنما البنت تكون عالةً عليه؛ ولذلك قال تعالى بعد هذا: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ}.
نعرف أن البشارة تكون بخير، فكان يجب عليهم أن يستقبلوها استقبالَ البشارة، ولكنهم استقبلوها استقبال الناقمين الكارهين لما بُشّروا به، فتجد وجه الواحد منهم.
{مُسْوَدًّا} [النحل: 58].
ومعنى اسوداد الوجه انقباضه من الغيظ؛ لذلك يقول تعالى: {وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58].
الكظم هو كَتْم الشيء.
ولذلك يقول تعالى في آية أخرى: {والكاظمين الغيظ} [آل عمران: 134].
وهو مأخوذ من كَظْم القِرْبة حين تمتليء بالماء، ثم يكظمها أي: يربطها، فتراها ممتلئة كأنها ستنفجر.. هكذا الغضبان تنتفخ عروقه، ويتوارد الدم في وجهه، ويحدث له احتقان، فهو مكظوم ممنوع أنْ ينفجر.
ثم يقول الحق سبحانه واصفًا حاله: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ}.
قوله تعالى: {يتوارى مِنَ القوم} [النحل: 59].
أي: يتخفَّى منهم مخافَة أنْ يُقال: أنجب بنتًا.
{مِن سواء مَا بُشِّرَ بِهِ} [النحل: 59].
نلاحظ إعادة البشارة في هذه الآية أيضًا، وكأنه سبحانه وتعالى يُحنِّن قلبه عليها، ويدعوه إلى الِّرْفق بها.
فهو متردد لا يدري ماذا يفعل؛ لذلك يقول تعالى: {أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التراب} [النحل: 59].
أي: ماذا يفعل فيما وُلِد له. أيحتفظ به على هُونٍ أي: هوان ومذلة أم يدسُّه في التراب أي: يدفنها فيه حية؟
{أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 59].
أي: ساء ما يحكمون في الحالتين. حالة الإمساك على هُون ومذلَّة، أو حالة دَسّها في التراب، فكلاهما إساءة، وكان بعض هؤلاء إذا وُلدتْ له بنت كرهها، فإن أمسكها أمسكها على حال كونها ذليلةً عنده، مُحتقرة مُهَانة، وهي مسكينة لا ذنبَ لها.
ولذلك، فإن المرأة العربية التي عاصرتْ هذه الأحداث فطِنَتْ إلى ما لم نعرفه نحن إلا قريبًا، حيث اكتشف العالم الحديث أن أمر إنجاب الولد أو البنت راجع إلى الرجل وليس إلى المرأة.، وكان أبو حمزة كثيرًا ما يترك زوجته ويغضب منها، لأنها لا تلد إلا البنات.. فماذا قالت هذه المرأة العربية التي هجرها زوجها؟ قالت:
مَا لأبي حمزةَ لاَ يأتِينَا ** غَضْبانَ ألاَّ نَلِدَ البَنِينا

تَاللهِ مَا ذَلكَ فِي أَيْدينا ** فَنَحنُ كَالأَرْضِ لغارسينا

نُعطِي لَهُم مِثْل الذِي أُعْطِينَا

والحق سبحانه وتعالى حينما يريد توازنًا في الكون يصنع هذا التوازن من خلال مقتضيات النفس البشرية، ومن مقتضياتها أن يكون للإنسان جاه، وأن يكون له عِزّ، لكن الإنسان يخطيء في تكوين هذا الجاه والعِزّ، فيظن أنه قادر على صنع ما يريد بأسبابه وحدها.
إنما لو علم أن تكوين الجاه والعِزّ بشيء فوق أسبابه هو، بشيء مخلوق لله تعالى، بقدر مخلوق لله تعالى، لو علم هذه الحقيقة لجاء المسألة من بابها.
ذلك لأن العزة ليست بما تُنجِب.. العزة هنا لله وللرسول وللمؤمنين، اعتزّ هنا بُعصْبة الإيمان، اعتز بأنك في بيئة مؤمنة متكافلة، إذا أصابك فيها ضَيْم فزِع إليك الجميع.
ولا تعتزّ بالأنسال والأنجال، فقد يأتي الولد عاقًّا لا يُسعِف أبويْه في شدة، ولا يعينهما في حاجة؛ ذلك لأنك لجأتَ إلى عَصَبية الدم وعَصَبيَّة الدم قد تتخلّف، أما عَصبِيّة العقيدة وعَصَبية الإيمان والدين فلا.
ولنأخذ على ذلك مثالًا.. ما حدث بين الأنصار والمهاجرين من تكافل وتعاون فاق كُل ما يتصوره البشر، ولم يكُنْ بينهم سوى رابطة العقيدة وعصبية الإيمان.. ماذا حدث بين هؤلاء الأفذاذ؟
وجدنا أن العصبية الإيمانية جعلت الرجل يُضحِّي بأنفَس شيء يضِنُّ به على الغير.. نتصور في هذا الموقف أن يعود الأنصار بفضل ما عندهم من نعم على إخوانهم المهاجرين، فَمنْ كانت عنده ركوبة أو منزلة مثلًا يقول لأخيه المهاجر: تفضل اركب هذه الركوبة، أو اجلس في هذا المنزل.
. هذا كله أمر طبيعي.
أما نعيم المرأة، فقد طُبِع في النفس البشرية أن الإنسان لا يحب أن تتعدَّى نعمته فيها إلى غيره.. لكن انظر إلى الإيمان، ماذا صنع بالنفوس؟.. فقد كان الأنصاري يقول للمهاجر: انظر لزوجاتي، أيّهن أعجبتْك أُطلِّقها لتتزوجها أنت، وما حمله على ذلك ليس عصبية الدم أو عَصبيّة الجنس، بل عَصبيّة اليقين والإيمان.
ولذلك تنتفي جميع العصبيات في قصة نوح عليه السلام وولده الكافر، حينما ناداه نوح عليه السلام: {يابني اركب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الكافرين قَالَ سآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الماء قَالَ لاَ عَاصِمَ اليوم مِنْ أَمْرِ الله إِلاَّ مَن رَّحِمَ} [هود: 42-43].
ويتمسّك نوح بولده، ويحرص كل الحرص على نجاته فيقول: {رَبِّ إِنَّ ابني مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحق} [هود: 45].
فيأتي فَصْل الخطاب في هذه القضية: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إني أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين} [هود: 46].
إذن: هذا الولد ليس من أهلك؛ لأن البُنُوة هنا بُنُوة العمل، لا بُنُوة الدم والنَّسَب.
صحيح أن الإنسان يحب العزة ويطلبها لنفسه، ولكن يجب أن تنظر كيف تكون العزة الحقيقية؟ وما أسبابها؟
خُذْ العزة بالله وبالرسول وبالبيئة الإيمانية، يصبح كل الأولاد أولادك؛ لأنهم معك في يقينك بالله وإيمانك به سبحانه.. أما أن تعتز بطريقتك أنت، فتطلب العزة في الولد الذكَر، فمَنْ يُدرِيك أن تجد فيه العزة والعِزوة والمكاثرة؟!. اهـ.

.التفسير المأُثور:

قال السيوطي:
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة} قال: لم يدع شيئًا من خلقه إلا عبده له طائعًا أو كارهًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: يسجد من في السموات طوعًا، ومن في الأرض طوعًا وكرهًا.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله: {يخافون ربهم من فوقهم} قال: مخافة الإجلال.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه، عن أبي هريرة قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يدعو بأصبعيه فقال له: يا سعد، أحد أحد».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال: كانوا إذا رأوا إنسانًا يدعو بأصبعيه، ضربوا إحداهما وقالوا: {إنما هو إله واحد}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت: إن الله يحب أن يدعى هكذا، وأشارت بأصبع واحدة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: هو الإخلاص، يعني الدعاء بالاصبع.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: الدعاء هكذا- وأشار بأصبع واحدة- مقمعة الشيطان.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: الإخلاص هكذا، وأشار بأصبعيه والدعاء هكذا يعني ببطون كفيه، وللاستخارة هكذا، ورفع يديه وولى ظهرهما وجهه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وله الدين واصبًا} قال: {الدين} الإخلاص {واصبًا} دائمًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله: {وله الدين واصبًا} قال: لا إله إلا الله.
واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وله الدين واصبًا} قال: دائمًا.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وله الدين واصبًا} قال: واجبًا.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {وله الدين واصبًا} ما الواصب؟ قال: الدائم. قال فيه أمية بن أبي الصلت:
وله الدين واصبًا وله ** الملك وحمد له على كل حال

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في الآية قال: إن هذا الدين دين واصب شغل الناس وحال بينهم وبين كثير من شهواتهم، فما يستطيعه من إلا من عرف فضله ورجا عاقبته.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {فإليه تجأرون} قال: تتضرعون دعاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {فإليه تجأرون} يقول: تضجون بالدعاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ثم إذا كشف الضر عنكم} الآية، قال: الخلق كلهم يُقِرُّونَ لله أنه ربهم ثم يشركون بعد ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {فتمتعوا فسوف تعلمون} قال: هو وعيد.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبًا مما رزقناهم} قال: يعلمون أن الله خلقهم ويضرهم وينفعهم، ثم يجعلون لما يعلمون أنه يضرهم ولا ينفعهم نصيبًا مما رزقناهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبًا} قال: هم مشركو العرب جعلوا لأوثانهم وشياطينهم نصيبًا مما رزقهم الله، وجزأوا من أموالهم جزءًا فجعلوه لأوثانهم وشياطينهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبًا مما رزقناهم} هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا. اهـ.